فيلم

قلب الليل (1989)

قلب الليل متاهة الطرد والاختيار، فيلم مصري، المخرج عاطف الطيب مأخوذ عن رواية نجيب محفوظ أعدها محسن زايد، لا يقنع بالمستوى الواقعي البسيط والمباشر، وإن أخذ منه العناية بتفاصيل كل مرحلة زمنية يعيشها بطل الحكاية جعفر إبراهيم السيد الراوي، ولكنه يكتشف آفاقا أكثر اتساعا للواقعية، حيث تبدو الحكاية كقصة رمزية تتأمل ما حدث للإنسان في بحثه اللانهائي عن مرفأ لليقين، إثر نزوله إلى العالم، حاملا خطيئته وحريته معا.

الحقيقة أن الحكاية بالأساس يمثلها طرفان: جعفر من ناحية، والجد السيد الراوي من ناحية أخرى، وعلاقتهما شديدة التعقيد، فالجد، باضاءته الخاصة وملابسه ولحيته البيضاء وبصوت فريد شوقي الضخم وردوده المقدسة وتكرار التركيز على يده الكبيرة وعل مسبحته، مكانته أعلى وأسمى، ومعرفته شاملة، وسيطرته على عالمه وعالم ابنه وحفيده مكتسحة، وهو بالتأكيد لا يكرههما، ولكنه يريد أن يختار لهما، بينما يرى إبراهيم وجعفر أن هويتهما تتلخص في الحرية، وهو معنى يعبر عنه جعفر بقوله إن حريته هي التاج الذي يضعه على رأسه، أي أنها أثمن ما يمتلك الإنسان، وهي لذلك جديرة بأن يدفع ثمنها حتى النهاية.

قلب الليل (1989)