مجموعة قصصية
أحلام فترة النقاهة
«حلم ٥: أسيرُ على غير هدًى وبلا هدف، ولكن صادَفتني مفاجأةٌ لم تَخطُر لي في خاطري، فصرتُ كلما وضعتُ قدمَي في شارعٍ انقلَب الشارع سِيركًا.اختفَت جدرانه وأَبنِيته وسياراته والمارة، وحلَّ محلَّ ذلك قبةٌ هائلة بمقاعدها المتدرِّجة وحِبالها الممدودة والمُدلَّاة وأراجيحِها وأقفاصِ حيواناتها، والممثِّلون والمُبتكِرون والرياضيُّون، حتى البلياتشو.»
المُبدِع الحقيقي هو الذي لا يَكُف عن الإبداع والخروج عن المألوف، وهو ما فعله المؤسِّس والمطوِّر «نجيب محفوظ»؛ فبعد مُحاوَلة الاغتيال التي تَعرَّض لها، وعجزه عن الكتابة لمدة ستِّ سنوات، طلَع علينا بكتابه البديع «أحلام فترة النقاهة»، الذي دشَّن فيه شكلًا أدبيًّا جديدًا، ذكَر الناقدُ الأدبي الدكتور «أحمد الصغير» أنه نوعٌ سردي ينتمي إلى فنون السرد المختلفة ذات الطبيعة القصيرة التي تتشابك مع فنونٍ سردية أخرى؛ فهو نوع من التجريب الإبداعي اتَّخذ فيه «محفوظ» اللغةَ أرضيةً واسعةً ومُقتصِدةً في الوقت نفسه؛ كي يَبني أحلامَه ورُؤَاه التي تعيش في اللاوعي، مُتنقِّلًا بينه وبين الوعي الإنساني. وَمَضاتٌ إنسانية شديدةُ التكثيف والرمزية، تأخذ بُعدًا فلسفيًّا مُتجلِّيًا داخل الكلمات، جمع فيها واقعَه الداخلي، فجاءت صدًى لتجارِبَ روحيةٍ وخبرات صوفية تَشكَّلت داخله منذ سنوات طويلة. .