مجموعة قصصية
أصداء السيرة الذاتية
«قلت للشيخ عبد ربه التائه سمعت قومًا يأخذون عليك حبَّك الشديد للدنيا … فقال حبُّ الدنيا آيةٌ من آيات الشكر، ودليلُ ولَعٍ بكل جميل، وعلامةٌ من علامات الصبر.»
يَتجوَّل «نجيب محفوظ» في الذاكرة التي قال عنها إنها تَتجلَّى في التذكُّر كما تَتجلَّى في النسيان، ويَسرُد لنا لقطاتٍ مُفعمةً بالحياة والشوق والحكمة، فجاءت سيرتُه الذاتية صدًى لحياةٍ عاشها، وترديدًا لصوتٍ ما زال قابعًا داخلَه يَشدُّه إلى الوراء، ويدفعه لكتابةِ ما وجده في حاجةٍ إلى الكتابة؛ فتَحدَّث بلغةٍ شاعرية تتَّسم بالتكثيف والرمزية عن الموت، والنسيان، وعَفْوية الطفولة، والمرأة، والعمل، والحياة. وقد جاءت هذه الأصداءُ على هيئةِ نصوصٍ قصيرة للغاية، أقربَ إلى النص القصصي، لكنها تتجاوزه إلى رؤيةٍ أوسع، وتكثيفٍ أشمل، جمعَت خلاصةَ تجارِبه الحياتية، وآرائِه الفكرية، وفلسفتِه التي اتَّخذ من بساطة الأشياء عِمادًا لها. كما اتخذ لنفسه اسمَ الشيخ «عبد ربه التائه» الذي ذكَر على لسانه أبلغَ الحِكَم، وأعمقَ المعاني، وكان محبًّا عاشقًا للحياة، ومؤمنًا أشدَّ الإيمان بالموت، يحلم بالعدل، ويَتُوق إلى الحرية.