رواية

الباقي من الزمن ساعة

«كيف فرضَت هذه الزعامةُ نفسَها على القلوب ساعةَ الوداع بعد أن تَوارَت عن السمع والبصر، وغطَّتها أيدي الرُّقَباء برِداء النسيان؟ أمَا زال للوفد مُرِيدون بهذا العدد؟ هل انضمَّ إليهم كلُّ محبٍّ للحرية ومحروم منها؟! اضطربَت الجموع في أسًى حميمٍ عميقٍ شامل وكأنما تَنعى الدنيا والأملَ الوحيد.»

أديبُ المؤرِّخين ومؤرِّخُ الأدباء؛ هذا هو «نجيب محفوظ»، المُنشغِل دائمًا بالحَرَاك الاجتماعي، واضعًا نُصبَ عينَيه المتغيِّرات السياسية وتأثيرَها على الحياة الاجتماعية، راصدًا ذلك من خلال أسرةٍ مصرية تعيش في «حلوان» منذ كانت منطقةً يُخيِّم عليها الهدوء، ويَلجأ إليها كلُّ مَن يرغب في العلاج والراحة بعيدًا عن صَخَب القاهرة. ويبدأ في التأريخ الاجتماعي لهذه الأسرة، بالتوازي مع التأريخ الجغرافي لمنطقة «حلوان»، ويربط بين التدهورِ الذي لحق ﺑ «حلوان» بوصفها منطقةً جغرافية، والتدهورِ التاريخي والاجتماعي الذي عاشَته مصر ما يزيد على نصف قرن، بدايةً من عام ١٩٣٦م حتى عصر الانفتاح الاقتصادي. هي أسرة «حامد برهان» و«سنية المهدي»، فيرصد تعاقُبَ ثلاثةِ أجيال تُمثِّل التياراتِ الفكريةَ المختلفة، مثل «الماركسية» و«الإخوان» و«الليبرالية» و«الناصرية»، وتفاعُلاتها مع الأحداث السياسية، والتطوُّرات الاجتماعية التي عاشتها.

الباقي من الزمن ساعة