رواية

الطريق

«والْتفتَت نحوه المرأةُ في شيءٍ من الدهشة، ووقف عم محمد ليَصِف له طريقَ الوصول؛ فاضطرَّت المرأةُ إلى الانتظار. وتَظاهَر بالإنصات إلى كلامِ عم محمد دونَ أن يَعِي منه كلمة. وكلما وجد فرصةً آمِنة حدَج المرأةَ بنظرة، فتَتلقَّاها بالرضى الهادئ المثير للطموح بلا دليل.»

بعد وفاةِ أمه التي كانت تَعمل قوَّادة، يَشقُّ «صابر» طريقَه إلى القاهرة بحثًا عن أبيه «سيد الرحيمي»؛ الرجلِ الثَّرِي الذي سيُنقِذه من الضياع، ويَنتشِله من الإفلاس. وفي القاهرة يَتعرَّف على «إلهام» نموذجِ الحب الطاهر والسُّمو الإنساني، وعلى «كريمة» نموذجِ الخيانة واللَّذة الحسِّية والمتعة الجسدية. ولكنه يَعجز عن الوصول إلى أبيه، وينتهي به الحال إلى قتلِ زوج «كريمة» طَمعًا فيها وفي ماله، ثم قتلِ «كريمة» نفسها؛ فيصبح مصيره حبل المشنقة. روايةٌ تبدو للوهلة الأولى تجسيدًا للطمع والفتنة، ولكنها — كعادة «نجيب محفوظ» في تحميلِ شخوصِ رواياته الكثيرَ من الرمزيَّات — لا تخلو من الرمز، فطريقُ «صابر» في البحث عن أبيه هو طريق البحث عن السلام والاطمئنان، اللذين كان يُمكِنه تحقيقُهما من طرقٍ عديدة، ولكنْ لأنه شخصيةٌ انهزامية واتِّكالية، يَفشل في مهمته وينتهي به الطريق إلى الهاوية.

الطريق