رواية

العايش في الحقيقة

«اخترتَ سبيلك بنفسك يا مري مون، فاذهب في رعاية الآلهة، أجدادك ذهبوا للحرب أو السياسة أو التجارة، أما أنت فتُريد الحقيقة، وكلٌّ على قدر هِمَّته، ولكن احذر أن تَستفزَّ صاحبَ سلطان أو تَشمت بساقط في النسيان، كُن كالتاريخ يفتح أُذنَيه لكل قائل ولا ينحاز لأحد، ثم يُسلِّم الحقيقة ناصعةً هِبةً للمُتأمِّلين.»

يسافر بنا «نجيب محفوظ» إلى التاريخ المصري القديم الذي ظلَّ عِشقَه الأثير بين عصور التاريخ المصري. ويُحدِّثنا عن «أمنحتب الرابع»؛ أحدِ ملوك الأسرة الثامنة عشرة الذي عُرِف ﺑ «إخناتون»، وعن ثورته الدينية في سبيل التوحيد، وعبادةِ الإله الواحد «آتون»، وصراعه مع كهنة «آمون»، وعن والدته المَلِكة «تي» التي دعمَت ابنها للحدِّ من سطوة الكهنة وسلطانهم. بدأ الروايةَ ﺑ «مري مون»؛ الشابِّ الباحث عن الحقيقة والشَّغُوف بالوصول إليها، يَطلُب من أبيه أن يُسهِّل له مَهمَّته في البحث عن حقيقة هذا المُلك الذي اختلفَت حوله الآراءُ بين مُؤيِّد ومُعارِض. ويبدأ «مري مون» يتعرف على الحكاية من وِجهاتِ نظرٍ مختلفة ليعيش في الحقيقة. استطاع «محفوظ» بعبقريته الفذَّة، وسَردِه للتفاصيل الدقيقة، ووصفِه المُحكَم في هذه الرواية، أن يَنقُلك إلى زمنها وكأنك ترى شُخوصها مُتجسِّدين أمام عينَيك.

العايش في الحقيقة