رواية

المرايا

«بِتُّ أعتقد أن الناس أوغادٌ لا أخلاقَ لهم، وأنه من الخير لهم أن يَعترفوا بذلك، وأن يُقيموا حياتَهم المشتركة على دِعامةٍ من ذلك الاعتراف، وعلى ذلك تصبح المشكلة الأخلاقية الجديدة هي كيف نَكفل الصالحَ العام والسعادةَ البشرية في مجتمع من الأوغاد؟»

ترى عيونُ «نجيب محفوظ» النافذةُ إلى الأعماق كلَّ الشخصيات التي مرت بحياته، سواء مرت مرورًا عابرًا، أو كان لها وجودٌ أساسي فيها، وحاضرٌ دائمًا. كتب عنها كما رأتها عيونُه من الداخل ومن الخارج، فأتى وصفُه دقيقًا كأنه يرسم الملامحَ بريشةِ فنانٍ إحدى عينَيه على الشكل العام، والأخرى على التفاصيل الدقيقة التي تحتاج إلى عيونٍ ذكية تلتقطها، فكانت الرواية مرآةً تَكشف كلَّ هذه الشخصيات التي لا تنتمي إلى عالَم «نجيب محفوظ» فقط، بل هي أيضًا النماذجُ التي يَتشكَّل منها المجتمع؛ ومن ثَم فمن الطبيعي أن تجد فيها الخيِّر والشرير، الرحيم والقاسي، الجَسُور والجبان، كما أرَّخ من خلالها للفترة الممتدة من ثورة ١٩١٩م إلى ما بعد النكسة بثلاثة أعوام، فقدَّم الشخصيات في صورة بورتريهات محفوظية مرسومة بلغته الأنيقة التي تجعلك تَهيم في عالَمه إلى حدِّ الثُّمالة.

المرايا