مجموعة قصصية
تحت المظلة
«ثم أقبل عمَّال بناء كثيرون تَتبعهم لوريات مُثقلة بالأحجار والأسمنت وأدوات البناء، وبسرعةٍ مذهلة شيَّدوا قبرًا رائعًا، وعلى مَقربة منه أقاموا من الأحجار سريرًا كبيرًا، فغطَّوه بالملاءات، وزيَّنوا قوائمَه بالورد، كل ذلك تحت المطر. ومضوا إلى حُطام السيارتَين فاستخرجوا منه الجثث، مُهشَّمةَ الرءوس، محترقة الأطراف، وضمُّوا إليها جثةَ المنكفئ على وجهه من تحت العاشقَين اللذين لم يَكفَّا عن ممارسة الحب.»
كتَب «نجيب محفوظ» هذه المجموعةَ القصصية والمسرحية فيما بين أكتوبر وديسمبر ١٩٦٧م؛ أيْ بعد النكسة مُباشَرة، وعبَّر فيها عما يدور في ذهن الكثير من المصريين، وكشف عن الكثير من الأخطاء التي أوصلَت البلدَ إلى هذه الهزيمة المُفجِعة؛ ففي قصة «تحت المظلة» تَحدَّث عن عبثية النظام، وفوضى المشهد السياسي، من خلالِ مشهدٍ عبثيٍّ لا عقلاني، تشاهده جماعة من الناس واقفين تحت المظلة، يظنون أن هذا المشهد لا يُمكِن أن يكون حقيقة، وأنه لا بد أن يكون مشهدًا تمثيليًّا. وفي قصة «النوم» يحكي عن رجلٍ يجلس في كازينو، فتتجه إليه فتاةٌ تَستغيث به من مجنونٍ يحاول قتلها، لكنَّ الرجل نائمٌ لا يسمع صراخها، فيَتمكَّن المجنون من قتلها؛ وذلك في رمزيةٍ لحالةِ اللامبالاة التي أدَّت إلى الهزيمة … وغير ذلك من القصص والمسرحيات المحمَّلة بالرمزيات.