مجموعة قصصية
حكاية بلا بداية ولا نهاية
«صدِّقيني لقد اختلَّ ميزانُ كل شيء، خرجَت النجومُ عن أفلاكها، والكلماتُ عن منطقها، وتَمخَّضت قِباب الأضرحة عن أوثان! .. كنتُ مستندًا إلى عراقةِ أصلٍ وامتيازِ بيتٍ وكرامةِ أُسرة، أين كل أولئك؟ أين؟ .. مع الزمن سيرى الناس فيَّ رجلًا غارقًا في الخطايا مُلوَّثًا ضائعًا، شيَّد من أموالهم بفساد ذِمته بناءً ضخمًا.»
تجلى إبداعُ «نجيب محفوظ» القصصي في هذه المجموعة القصصية النفيسة التي جمع فيها خمسَ قصصٍ قصيرة اشتركت جميعُها في الفكرة، والنظرة للحياة، فلا تعرف متى بدأت الحكاية، ولا تمنحك نهايةً بل استمرارية للحياة لا تنقطع؛ ففي قصة «حكاية بلا بداية ولا نهاية» يتحدث «محفوظ» عن استمرارِ الصراع بين السلطةِ الدينية مُمثَّلةً في الطريقة الأكرمية ورئيسها «محمود الأكرم»، وثورةِ العلم عليها مُمثَّلةً في «علي عويس». وفي قصة «حارة العشَّاق» يتَّخِذ من علاقة «عبد الله» بزوجته «هنية» التي تمرُّ بعِدة عواصف — فقد ظلت حياتهم مُستقرَّة وفي سعادةٍ غامرة لمدةِ خمسِ سنوات حتى تَسلَّل الشك إلى هذه العلاقة، وأفسَد كلَّ شيء فيها — رمزًا لمرحلة الشك عند الإنسان في إيمانه، ومُحاوَلات الرجوع إليه. وغير ذلك من القصص الرمزية والفلسفية التي تُؤكِّد على استمرارية الحياة.