خان الخليلي
«وانتهى إلى ميدان الأزهر، واتجه إلى خان الخليلي يَتسمَّتُ هدفه الجديد، فعبَر عطفةً ضيِّقة إلى الحي المنشود؛ حيث رأى عن كثَبٍ العماراتِ الجديدةَ تمتدُّ ذات اليمين وذات الشِّمال، تفصل بينها طرقاتٌ وممرات لا تُحصى، فكأنها ثُكناتٌ هائلة يضلُّ فيها البصر، وشاهَد فيما حوله مقاهيَ عامرة ودكاكينَ متباينة — ما بين دكانِ طعمية ودكانِ تُحَف وجواهر — ورأى تيارات من الخَلق لا تنقطع.»
في قلب القاهرة، في أحد أحيائها الشعبية العريقة، حي خان الخليلي الذي كان مَلاذًا لأسرة «أحمد أفندي عاكف» بعد قرارهم الهجرةَ من حي السكاكيني بسبب غارات الحرب العالمية الثانية عليه؛ دارت أحداثٌ كثيرة تفاعَلت فيها الأسرة مع الحي وسُكانه، من خلال شخصية «أحمد أفندي عاكف»، الذي لم يَستطِع الالتحاقَ بكلية الحقوق بسببِ فصل أبيه من وظيفته، ليصبح هو عائلَ الأسرة، فيحصل على وظيفة من الدرجة الثامنة، ويلجأ إلى الكتب التي أصبحت عالَمه، ويميل قلبه إلى جارته «نوال»، لكنه لم يتَّخذ خطوةً في سبيل هذا الميل؛ وعندئذٍ يعود أخوه «رشدي» الأكثر شبابًا وعُنفوانًا، ويقع في قصة حب معها، ويُقرِّران الزواج، لكنَّ إصابته بمرض السُّل تدفع أسرتَها إلى إجبارها على البُعد عنه، وتنتهي الأحداث بموته، ورحيل الأسرة إلى حي الزيتون.