مجموعة قصصية
خمارة القط الأسود
«النجمةُ اسمُها الحقيقي، ولكنها تُسمى اصطلاحًا بخمَّارة القط الأسود، نسبةً لقطِّها الأسود الضخم، معشوقِ صاحبها الرومي الأعجف المدبَّب، وصديقِ الزبائن وتعويذتهم.»
كتب «نجيب محفوظ» هذه المجموعةَ في فترة الستينيات، فجاءَت مُحمَّلةً بهموم المرحلة وتَبِعاتها، وتجلَّى ذلك بعمق شديد في القصة التي حملَت المجموعةُ عنوانَها؛ «خمَّارة القط الأسود»، التي تَناوَل فيها حالةَ اليأس التي اجتاحت غالبيةَ المصريين وقتَ الهزيمة، من خلال مجموعةٍ من السكارى الذين يهربون من قسوة الواقع إلى وهْمِ الخمَّارة؛ حيث يعيشون سعادةً مؤقَّتة زائفة، جاعِلين من اللامُبالاة سلاحَهم الوحيد والناجع لمُجابَهة البطش والقوة. وفي قصة «المسطول والقنبلة» تناوَل بسخريةٍ قتامةَ المشهد وغيابَ الرؤية؛ فها هو المسطول الذي لم يَبرح مكانَه، واختار الضحك والمشاهَدة السلبية لجُموع المتظاهِرين حتى اتُّهِم بضرب المأمور وتفجير القنبلة؛ فيَقبَع في السجن عامًا، ثم يخرج منه بطلًا في نظَر الناس، ويفكِّر في الترشُّح للانتخابات! ولم تَخلُ المجموعة من جوانبَ إنسانيةٍ أبرَزَها «نجيب محفوظ» بعمقٍ شديد، مؤكِّدًا على حضورِ الضمير الإنساني في قلب المشهد العبثي، مثل قصة «جنة الأطفال» الغنيَّة بحوارٍ ثَرِي بين أبٍ وابنته.