رواية

زقاق المدق

«تنطق شواهدُ كثيرةٌ بأن زقاق المدقِّ كان مِن تُحَف العهود الغابرة .. ومع أن هذا الزقاق يكاد يعيش في شِبه عُزلةٍ عمَّا يُحدِّق به من مَسارِب الدنيا، إلا أنه رغم ذلك يَضجُّ بحياته الخاصة؛ حياة تتَّصل في أعماقها بجذور الحياة الشاملة، وتحتفظ — إلى ذلك — بقدرٍ من أسرارِ العالَم المنطوي.»

قدَّم «نجيب محفوظ» صورةً حية للمجتمع المصري أثناء الحرب العالمية الثانية، ممثَّلًا في زقاق المدق، الواقع في حارة الصنادقية بمنطقة الحسين، فجاء وصفه دقيقًا وحقيقيًّا ومُعبرًا عن الزقاق الذي كان مسرحًا للكثير من الأحداث المتداخلة لسكانه؛ ومنهم «حميدة» التي جاءت شخصيتُها مُناقِضةً لاسمها، فهي ناقمةٌ على حياة الزقاق وتَتُوق إلى الخروج منه ومُواكَبة المدنية والحياة الفارهة، حتى إن كان ذلك مقابل أن تعمل مُومسًا؛ والقَوادُ «فرج» الذي جاء اسمه توظيفًا لدوره، فهو الانفراجة التي ستُخرِج «حميدة» من كرب الزقاق إلى رغد الحياة؛ و«البوشي» الذي يَنبش مقابرَ الأثرياء علَّه يجد فيها ما ينفعه؛ والدكتورُ «زيطة» الذي يقوم بعملِ عاهاتٍ جسدية تساعد المتسوِّلين في تسوُّلهم. وفي مقابل هذه الشخصيات توجد شخصية «رضوان الحسيني»، رمز النقاء والفضيلة وطاقة النور والمُحافِظ على توازن القِيَم في الزقاق.

زقاق المدق