رواية

عصر الحب

«إذَن فلْتَكُن البداية وستُّ عين في الخمسين ووحيدُها عزت في السادسة، وهي امرأةٌ مرموقةٌ ذات شأن ينمو ويَتضخَّم مع الزمن كمدينةٍ صاعدة، تَملِك جميع العمارات الكبيرة في الحارة؛ فهي ثريَّةٌ واسعةُ الثراء … يقولون إنها حافظت على رونق الشباب وهي في الخمسين من عمرها؛ لم يَبهَت سوادُ شعرةٍ من شعرها، ولا اشتكى لها عضو، متينة البناء متوسطة القامة، لا بَدانة تُثقِلها ولا نحافة تَعِيبها.»

هل هو عصر الحب حقًّا، أم هي سُخرية «نجيب محفوظ» المُعتادة من الكراهية التي أصبح عليها الناس، وتجسَّدَت في الرواية؟ هل «محفوظ» كان يقصد من العنوان حب الست «عين» لِابنها، وحب «بدرية» و«حمدون»، وحب «سيدة» ﻟ «عزت»، وحب «حمدون» للمَسرح؛ أم كان يَسخَر من الكراهية التي دفعت «عزت» إلى أن يَحِيك مُؤامَرة لصديقه «حمدون» ليُدخِله السجن لسنواتٍ طويلة؟ روايةٌ إنسانيةٌ تراجيدية يَسرُدها «نجيب محفوظ» بكثير من الحب والحزن، لا تخلو من الحِكَم المحفوظيَّة التي تُقال على ألسنةِ شُخوصها، وتَمنَحك عالَمًا تندمج فيه وتَتأثَّر به إلى حد الانفعال في أحداثه، وكأنَّك جزء منه تَتبنَّى موقفًا وتَدِين آخَر، مأسورًا بشخصية الست «عين»، وتظلُّ هكذا حتى ترى مَشهد النهاية الذي جاء لوحةً إنسانيةً فريدة لا يُبدِعها سوى العبقري الفذ «نجيب محفوظ». .

عصر الحب