رواية

قصر الشوق

«كأنما أحبَّ ليَتفقَّه في معجم الألم، ولكنه على التِماع الشرر المُتطاير من ارتطام آلامه، يرى نفسَه ويعرف أشياء، ليس الله والروح والمادة — فحسب — ما يجب أن تَعرفه، ما الحب؟ … ما البُغض؟ … ما الجمال؟ … ما القُبح؟ … ما المرأة؟ … ما الرجل؟ … كل أولئك يجب أن تعرف أيضًا، أقصى درجاتِ الهلاك تَماسُّ أولى درجات النجاة.»

يَتجاوز «نجيب محفوظ» في هذا الجزء أحداثَ الحزن على استشهاد «فهمي»، لكنه لم يَتجاوز تأثيرَه على الأسرة، وخاصةً على السيد «أحمد عبد الجواد»، فتَجلَّت فيه علاماتُ الحزن والانكسار الداخلي، وهدأت سَطوتُه التي ظلت موجودةً ولكن بدرجةٍ أقل. ويبدأ الجيل الثاني، جيل الأبناء، في البزوغ والتأثير أكثرَ من ذي قبل، ويُفرِد «محفوظ» لهم مساحاتٍ أوسع، وخاصةً «ياسين» الابن البِكر الذي ورث عن أمه بيتًا في قصر الشوق حيث يدور فيه الكثير من الأحداث. والشخصيةُ الرئيسية في هذا الجزء هي «كمال»، المُحِب للوفد، والذي يتَّسم بالرومانسية، ويَهوى الأدبَ والكتابة، ويقع في حبِّ «عايدة»، وتَطرأ عليه تحوُّلاتٌ كبيرة في أفكاره ومبادئه. كما يبدأ عالَم الأسرة يتَّسع، وخاصةً بعد زواج «عائشة» و«خديجة»، ودخولِ شخصياتٍ جديدة في إطار الأحداث التي تتصاعد حتى تنتهي بوفاةِ «سعد زغلول».

قصر الشوق