مجموعة قصصية
همس الجنون
«ما الجنون؟إنه فيما يبدو حالةٌ غامضة كالحياة وكالموت، تستطيع أن تعرف الشيء الكثير عنها إذا أنت نظرت إليها من الخارج؛ أما الباطن، أما الجوهر، فسرٌّ مُغلَق. وصاحبُنا يعرف الآن أنه نزل ضيفًا بعض الوقت بالخانكة، ويَذكُر — الآن أيضًا — ماضيَ حياته كما يَذكُره العُقلاء جميعًا، وكما يعرف حاضره.»
يُبدِع «نجيب محفوظ»، عميد الرواية العربية وفارس القصة القصيرة، في هذه المجموعة القصصية التي كانت أُولى تَجارِبه القصصية والتي ضمَّت ثمانيًا وعشرين قصة، في السرد عن الجنون بلغةٍ سلسة مُحكَمة وحكمةٍ مُتوارية في همساته؛ جنون الحب، جنون العظمة، جنون الجوع، جنون المال، الجنون المحض؛ ففي «همس الجنون» يُثير الكثير من الأسئلة حول العدل وطبيعة الأشياء، ويُعطي قيمةً للجنون الذي يمنح صاحبه الحرية غير مُكترِث بالآخرين. وفي قصة «الزيف» يكشف عن زيف المظاهر الخادعة في الطبقة الأرستقراطية، وجنون الغَيرة والمنافسة. أما في «الهذيان» فيَتجلَّى جنون الحب حين يعلم الزوج أثناء مرض زوجته بخيانتها له، عندما تنطق اسم خطيبها السابق؛ فيمنع عنها الدواء حتى تستمرَّ في البَوح والهذيان، إلى أن تموت، فيَشعر بتأنيب الضمير ويُقرِّر الانتحار. بالإضافة إلى قصصٍ أخرى من الجنون المُتناغِم.